ستيفني ماير ..نجمة خيال حطت على القمر


هل يعقل أن يعجب جمهور السينما بمنظر الدماء وهي تنساب من الرقاب لتستقرفي النهاية إما على جسد فاتنة أو صعلوك ؟ أم ان هذه الدماء سالت بحرارة حب جارف جمع بين مراهقة ومصاص دماء ، فكيف كانت النهاية ؟


" قمر جديد " فيلم فانتازيا رومانسي امريكي من انتاج 2009 للكاتبة الأمريكية " ستيفني ماير " جمعت كل تلك الدهشة ، الحب ، العنف ، ليالي القمر الساحرة ، والدماء في قصة اعادتنا الى تلك الاجواء الحالمة لكنها لاتخلو من مشاهد العنف التي عودتنا على مشاهدتها افلام مصاصي الدماء .
الفيلم من بطولة " كريستين ستيوارت " التي تضطلع بدور المراهقة بيلا سوان التي تقع في غرام مصاص الدماء الشاب إدوارد كولن الذي قام بدوره الممثل " روبرت باترسون " ، هذا الفيلم بقي في حوزة شركة افلام بارامونت لما يقرب من ثلاث سنوات قبل ان تقوم شركة سمت انترتايمنت بانتاجه ليصبح فيلما اواخر عام 2007 وقبيل اضراب نقابة كُتاب امريكا عامي 2007 و 2008 وصور بشكل رئيسي بين واشنطن وأويفون من اخراج كريس وايتز .
لم يكن هواة هذه السلسلة من الافلام يتوقعون منها سوى دماء تسيل بغزارة واجواء مرعبة تحبس الانفاس ، الا انهم فوجأوا بقصة رومانسية لشاب أبتلي كونه مصاص دماء تقوده الصدف للتعرف بشابة مراهقة جميلة ، فيقع في حبها ويحاول عن طريق هذا الحب التخلص من الداء الذي اصيب به ، ولأكثر من ساعتين يأخذنا الفيلم في رحلة عاطفية يغلب عليها الطابع الرومانسي الجميل فينسينا منظر تلك الدماء التي تسيل بين لحظة واخرى ، هذه التفاصيل حققتها وبقدرة عالية من الشد العصبي وأحيانا الميل العاطفي تجاه تلك الشخوص ، الكاتبة الاميركية ستيفني ماير المولودة عام 1973 والتي اشتهرت بسلسلة مصاصي الدماء الرومانسية " الشفق " فنالت شهرة عالمية واسعة حيث حصدت العديد من جوائز الادب حتى باعت اكثر من 70 مليون نسخة على مستوى العالم ، وتم ترجمتها الى 37 لغة مختلفة في حين تم اطلاق نسخة الفيلم المعدلة الشفق في الولايات المتحدة في 21 نوفمبر / تشرين الثاني 2008 ، ولم يقتصر انتاج ماير على هذا النوع من الروايات بل اتجهت الى كتابة روايات الخيال العلمي للكبار فقدمت ذي هوست / الضيف ولاقت الرواية اقبالا شديدا من القراء ، وبسبب شهرتها فقد اطلق عليها كاتبة العام 2008 لأمريكا وهي ايضا صاحبة اكثر مبيعات الكتب في هذا العام حيث بلغت قيمة المبيعات اكثر من 29 مليون كتاب ، كان الشفق هو اكثر الكتب مبيعا وفي الوقت نفسه حصلت ماير على المرتبة رقم 49 في قائمة مجلة تايم لأكثر الشخصيات تأثيرا للعام 2008 ، كما انها أدرجت ايضا في قائمة اكثر 100 شخصية مشهورة تتمتع بالقوة في احتفال مجلة فوريس عام 2009 حيث حصلت على المرتبة رقم 26 مع عائدات سنوية تتجاوز 50 مليون دولار .
ولدت ستيفني ماير في هارتفورد بولاية كونكتيكت لوالدها ووالدتها ستيفن وكاندي مورغان ، وترعرت في فينيكس اريزونا مع خمسة اشقاء وبعد ان اتمت دراستها الثانوية التحقت بجامعة بريفام يونغ في بروفو بولاية يوتاه حيث حصلت على درجة الماجستير في اللغة الإنكليزية عام 1997 ، وكان لاتجاهها الديني الأثر الكبير على شخصيتها المعتدلة فانضمت الى عضوية كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وتقول انها متشددة في معتقداتها وانها لاتشرب الكحوليات أو تدخن ، هذا الامر انعكس على اعمالها فقد كانت تقدم الوازع الديني على مجمل الحيوات التي يعيشها ابطال رواياتها حتى اولئك الذين كانوا يتحولون الى مصاصي دماء ، عن سلسلة روايتها الشفق تقول : ( ان فكرتها جاءت لها في هيئة حلم في 2 يونيو / حزيران 2003 وكان الحلم يدور حول فتاة بشرية ومصاص دماء وقع في حبها ولكنه كان متعطشا لدمائها ) ، وبناءا على هذا الحلم كتبت ماير النص الذي يعتبر الآن الفصل 13 في الكناب وفي غضون ثلاثة اشهر كانت ماير قد حولت حلمها الى رواية كاملة
وتنافس ثمانية ناشرين على حقوق نشرالشفق في مزاد علني عام 2003 ، وبحلول نوفمبر / تشرين الثاني وقعّت ماير على صفقة لثلاثة كتب دفعة واحدة ب 750000دولار مع ليتل براون وشركائهم .
بعد النجاح الكبير لهذه القصة قامت المؤلفة بتوسيع نطاق الرواية الى سلسلة عن طريق اضافة ثلاثة عناوين اخرى اليها هي القمر الجديد ، الكسوف ، الإنهيار ، حاز عنوانها الأول على اعجاب شركة الإنتاج السينمائي سمت إنترتايمنت التي قامت على الفور بشراء حقوق انتاجها كفيلم سينمائي هذا الذي نتحدث عنه الآن .
ماير قالت عن مصدر الهامها : ( كنت ولا أزال شخصية متعطشة للقراءة ، وكان العديد من الروايات المعروفة مصدرا لإلهامي ، في روايتي " الشفق " كانت جين آير لشارلوت برونتي حاضرة معي وانا اكتبها ، كذلك كان الجملون الاخضر ل ال .ام . مونتغمري حضوره الطاغي على الرواية ، كما ان كل كتاب في هذه السلسلة مستوحى على وجه التحديد من الأعمال الأدبية الكلاسيكية المختلفة ، فالشفق من " جاين أوستن " وروايتها كبرياء وتحامل ، والقمر الجديد من " شكسبير " ومسرحيته روميو وجوليت ، والكسوف من " ايميلي برونتي " وروايتها مرتفعات وذرنج ، والإنهيار من عملين مسرحيين لشكسبير هما تاجر البندقية وحلم ليلة صيف ، كما اني من أشد المعجبين ب "أورسون سكوت كارد " ولايمكن ان تمر عليّ السنة دون ان اعيد قراءة جين اوستن ، وكتاباتي تأثرت بشدة بالموسيقى خاصة منها الكلاسيكية )
قالت عنها مجلة انترتيمنت ويكلي انها اكثر كًتاب قصص مصاصي الدماء شهرة منذ " آني رايس " ، في حين ان الغارديان اللندنية وصفتها على انها بمثابة راوية قصص مبدعة وكاتبة مثمرة ورمز قوة جديد في سوق النشر ، اما الكاتبة " واين جيتس " في صحيفة تورنتو صن قالت عنها: ( ان نجاح ماير يتجه الى اتجاه آخر للسيطرة الفعلية لقوائم أفضل المبيعات في الاعوام القليلة الماضية والذي يمكن ان يصنف طبيعيا على انه خيال للصغار والكبار ، واشارت انه في غياب مغامرات هاري بوتر الجديدة فان المراهقين وعشاق الخيال والمتحمسين والنساء ( معظم المبيعات كانت من حصة النساء ) الغارقات في فكرة عذرية مصاص الدماء دين - ايتن هو ما جعل ماير تذهب الى فكرة الحب العفيف ، انها تجربة خيال قابلة للتحقق في زمن ما ) .
ماير لها كتب اخرى لاتقل أهمية عن تلك التي شهدت لها بالشهرة منها " ليالي الحفلات الراقصة في الجحيم " وقد صدرت عام 2007 و " المضيف " عام 2008 و " ملحمة الشفق " الدليل الرسمي وهو تكملة لسلسلة الشفق عام 2009 .
وعلى الرغم من تصريحات المجلس البابوي للثقافة المتمثل ب "المونسنيور " فرانكو الذي قال : ( هذا الموضوع من مصاصي الدماء في الشفق يجمع خليطا من التجاوزات التي تستهدف الشباب ، انها ليست اكثر من فراغ أخلاقي مع رسالة إنحراف ، وعلى هذا الأساس ينبغي ان يكون هناك شيئ للقلق ) ، فقد حقق الفيلم في أول ثلاثة ايام من عرضه في الولايات المتحدة وهي اكبر سوق رائجة للأفلام في العالم ما مجموعه 158 مليون دولار وهو اعلى رقم يصله فيلم وفقا للتقديرات ، أما في انكلترا فقد شهد الاسبوع الاول من عرضه اقبالا جماهيريا واسعا وحقق ما مجموعه 44 مليون جنيه إسترليني .
في النهاية يبقى لجمهور السينما القول الفصل ، اما ستيفني ماير فهي الوحيدة التي حققت هذا الخيال وحطت على قمرها الجديد بانتظار خيالات اخرى يجعل من قمرها هذا عرضة للكسوف قد نقرأ أو نشاهد حدوثه عن قريب

1 التعليقات:

  1. دردشه صوتيه يقول

    مشكووور والله يعطيك العافيه


    goood thenkss


إرسال تعليق

Bookmark and Share